في وداع الإنسانية: صرخة شاعر

✨ المقدمة:

تحمل القصيدة بين أبياتها نداءً مؤثرًا يسلط الضوء على موت المشاعر الصادقة وانحسار قيم الرحمة والعدل في زمن باتت فيه
الإنسانية تئن تحت وطأة الكذب والظلم.

في عالمٍ يملؤه الصراع وتضيع فيه القيم، تأتي قصيدة "في وداع الإنسانية" لتعبّر عن الألم العميق الذي يعتصر القلوب. 💔

في هذه القصيدة المؤثرة، نذهب بعيداً في رحلة حزينة تعكس الواقع المؤلم الذي نعيشه، حيث "ماتت الرحمة" وسط ضجيج المصالح الشخصية والقسوة المتزايدة.

استمتع بقراءة هذه الكلمات العميقة التي تلامس القلوب وتحاكي الواقع المرير، وتفاعل معنا بمشاركتك لأفكارك حول هذه القصيدة الأدبية المميزة. 📚🌍

 في وداع  الإنسانية

ماتتْ ولم تُدفَنْ، كأنّ عزاءَها

صمتُ القلوبِ، وموتُ كلِّ مشاعرِ

كُفِّنْتَ في كذبِ الوعودِ، وحولها

نبضُ العُيونِ يئنُّ بين المقابرِ

لم يبقَ من طيفِ الرحمةِ إلّا

دمعٌ تأخرَ في المدى المتناثرِ

صرنا نبيعُ الصدقَ في أسواقِنا

ونُرهنُ الأيتامَ للمتاجرِ

العطفُ يُذبحُ كلَّ يومٍ جهرةً

والعدلُ صارَ مُسوَّقًا للساخرِ

من يبتغي دفءَ القلوبِ فإنّهُ

كالواهمِ الحالمِ بظلِّ سكاكرِ

كأنّنا جِئنا نُعادي بعضَنا

نتغذّى من ضعفِنا المُتكاثرِ

لا تسألوا عن حقِّ طفلٍ جائعٍ

فالحقُّ صارَ شعارَ كلِّ الجائرِ

ماتتْ، وأدركنا بأنّ دموعَنا

لا تُرجِعُ الوجدانَ بعدَ المقابرِ

لو أنّ فينا نخوةً أو نخوةً

ما كان حالُ الناسِ هذي الصورِ

هذي الحضارةُ... كيف تُزهِرُ وهيَ

تنمو على جُثَثِ الصغارِ الأباعرِ؟

يا أيُّها الإنسانُ، ماذا قد جنيتَ؟

هلّا نظرتَ لأفعالكَ المتكاثرِ؟

عُدْ للبراءةِ قبل أن تلقى الردى

وتفيقَ في قعرِ الجحيمِ الهادرِ

فالروحُ إن خَلتِ الرحمةُ من صدرِها

تصبحْ كذئبٍ في قطيعٍ حائرِ

__________________

" بين وداع الإنسانية وثورات الربيع العربي أخترتُ لك :
" كلمات من القلب"


أحمـــــ سعيـــــــــــــد ـــــــد